لما قدم العلامة يحظيه ولد عبد الودود إلى بوتلميت، و هي الحاضرة التي تهفو إليها حينئذ أفئدة الصفوة و الأعيان من أبناء الزمان ، تحس فيها بإشعاع الشيخ سيديا باب و حضوره الكبير اندفعت الجموع إلى العلامة يحظيه (اباه ) مرحبة و جذلى بقدومه الذي شكل عناق العلم بالفضل و المعالي . و ما كان من الشيخ سيديا إلا أن عبر عن احتفائه
بضيفه المتميز في صيغة شعرية رائعة و معبرة تناقلتها الركبان و سار في الناس تردداها حتى يومنا هذا :
أحظى الذي جل عن شرك وتشبيه ==بالعلم والأدب المختار يحظيه
يرضى به الناس في أيامه خلفا == عن سيبويه معافيه وشانيه
يا رُبَّ جوهر علم ظل ينفثه = =لآخذين له لم يغمضوا فيه
يبدي عويصاته بالدرس بينة = = كأن كل عويص من مباديه
لولا هداه بتلك التيه ما خرجت= = فيها الهداة إلى حين من التيه
في مجلس نفع الله الأنام به = = سيان عاكفه فيه وباديه
دعا إليه أولو الألباب مجتهدا= =لسان حال فلبوا صوت داعيه
ما إن تصدر بالتمويه صاحبه= =وإن تصدر أقوام بتمويه
يا بارك الله في أيامه وحمى= =من المكارم ما يحويه ناديه
أهلا بمقدمه الميمون طائره= =والبشر والرحب والتكريم لاقيه
كنا نرجيه مذ حين ونأمله= = والحمد الله معطي ما نرجيه.